Appuyez sur ESC pour fermer

الصيف وحركة السير: تعزيز احترام ممرات الراجلين

تعتبر ممرات الراجلين إحدى الركائز الأساسية في منظومة السلامة الطرقية، إذ تضمن للراجلين فضاء مخصصا لعبور الطريق في ظروف آمنة، بعيدا عن مخاطر الاصطدام بالمركبات.

وقد أولت مدونة السير حق الراجلين أهمية خاصة، إذ ألزمت السائقين بالتوقف ومنحهم الأسبقية عند الممرات، وتتضاعف هذه الأهمية في فصل الصيف بفعل كثافة التنقلات المرتبطة بالعطل والسياحة، مما يزيد من المخاطر التي تهدد الفئات عديمة الحماية، وعلى رأسها الراجلون.

ممرات الراجلين: حماية قانونية والتزام مسؤول

من المعلوم أن ممرات الراجلين لا يقتصر دورها على كونها مجرد خطوط مرسومة على الطريق، بل تعد آلية عملية لضمان سلامة الراجلين أثناء العبور وتقليل مخاطر الحوادث.

وتجسد هذه الممرات التقاء حق الراجل في العبور الآمن مع واجب السائق في احترام الأسبقية، وهو ما يجعلها حلقة محورية في تعزيز التعايش بين مختلف مستعملي الطريق.

ومن هذا المنطلق، فإن قيمة ممرات الراجلين تتجاوز بعدها القانوني لتصبح ممارسة يومية تعكس الوعي الجماعي بأهمية حماية الأرواح والحفاظ على انسيابية حركة السير داخل المجال الحضري.

وعلى اعتبار أن مدونة السير تحث السائقين على التوقف التام عند ممرات الراجلين كلما همّ شخص بالعبور، فإن أي إخلال بهذا الالتزام يعد مخالفة صريحة قد تعرض صاحبها للعقوبات المنصوص عليها؛ إلا أن النصوص القانونية، مهما بلغت من الدقة والصرامة، تظل غير كافية ما لم تتجسد في سلوك يومي مسؤول يترجمه السائقون على أرض الواقع.

فالامتثال للتوقف عند ممرات الراجلين، وتخفيض السرعة عند الاقتراب من الفضاءات الحضرية المكتظة، والحرص على تفادي الاستعمال المفرط للمنبه الصوتي؛ هي سلوكيات حضارية تعكس وعي السائق بدوره في حماية حياة الآخرين، خاصة الفئات عديمة الحماية.

كما أن احترام هذه الممرات يعزز الثقة المتبادلة بين مختلف مستعملي الطريق. فعندما يلمس الراجل أن السائق يتوقف بشكل تلقائي ومن دون تردد عند الممر، يشعر بالاطمئنان ويعبر الطريق في ظروف آمنة، مما يقلل من مظاهر العبور العشوائي أو المفاجئ التي قد تحدث ارتباكا في حركة السير.

سلوكيات الراجلين في الصيف: احترام الممرات ضمان للسلامة

رغم أن ممرات الراجلين تفرض على السائقين منح الأسبقية، فإن فعاليتها تبقى مرتبطة أيضا بالتزام الراجلين باستعمالها بشكل صحيح، إذ إن العبور العشوائي أو المفاجئ يضاعف مخاطر الحوادث ويقوض جهود الحماية.

ويعد احترام الممرات من طرف الراجلين سلوكا وقائيا يساهم في تعزيز حمايتهم الشخصية أولا، وفي نفس الوقت يساعد السائقين على توقع حركتهم والتوقف في الوقت المناسب، إذ أن الالتزام بالمرور من الممرات، وانتظار إشارة الضوء الأخضر أو توقف المركبات، يضمن عملية عبور أكثر أمانا ويقلل من الارتباك الذي قد ينشأ في لحظة مفاجئة.

كما أن التصرف الحضاري للراجلين يتجسد في الحرص على عدم استعمال الهاتف المحمول أثناء العبور، أو وضع السماعات التي تضعف القدرة على الانتباه، فضلا عن الانتباه الجيد إلى اتجاه حركة السير يسارا ويمينا قبل اتخاذ قرار العبور.

ومع تزايد حركية التنقل في فصل الصيف، حيث تعرف المدن المغربية توافدا كثيفا للزوار والسياح، تصبح الحاجة إلى هذا الوعي أكثر إلحاحا، على اعتبار أن الكثافة الاستثنائية في حركة السير، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة الذي قد يقلل من تركيز السائقين والراجلين على حد سواء، يفرض على الجميع قدرا أكبر من اليقظة والانضباط.

وفي هذا السياق، تعمل الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية على إدماج الراجلين كشركاء فاعلين في جهود السلامة الطرقية، من خلال حملات تحسيسية تشجع على الالتزام بممرات العبور، وتبرز أن احترامها ليس فقط واجبا قانونيا بل أيضا تعبيرا عن ثقافة حضارية تحترم الحق في الحياة.