
مما لا شك فيه، أن احترام الأرصفة يعتبر من أهم قواعد السلامة في المدن، إذ تتيح للراجلين التنقل بأمان بعيدا عن خطر السيارات، غير أن ممارسات الركن غير القانوني للمركبات، لا سيما فوق الأرصفة أو بجانبها بشكل يعيق الحركة، تحدث فوضى مرورية وتشكل تهديدا مباشرا لسلامة الراجلين، خاصة بالنسبة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهمية الأرصفة، والتداعيات السلبية المترتبة عن الركن العشوائي وغير القانوني للمركبات في الفضاء الطرقي.
لماذا تعتبر الأرصفة مهمة؟
تعد الأرصفة فضاء حضريا مخصصا للراجلين، وتلعب دورا كبيرا في ضمان تنقلهم الآمن والمستقل، إذ تمكن الأطفال والشباب وذوي الإعاقة وكبار السن من التحرك دون الحاجة إلى النزول للشارع حيث الخطر أكبر.
ومن هذا المنطلق، فإن أي احتلال لهذا الفضاء من طرف المركبات، سواء بالتوقف المؤقت أو الدائم، يمثل خرقا لحق الراجلين في السلامة.
كما أن الأرصفة تساهم في تنظيم حركة السير بشكل عام، فهي تقلل من نقاط الاحتكاك بين المركبات والراجلين، وتساعد على تحسين انسيابية المرور.
وللأرصفة كذلك وظيفة بيئية وجمالية، فهي تمتص حرارة أقل من الطرق المعبدة، وتتيح إمكانيات تشجير وتجميل الفضاءات، مما يحسن من جودة الحياة داخل المدن. لكن هذه الوظائف تتعطل حين تحول الأرصفة إلى مواقف عشوائية للمركبات، فتختنق المدن وتُقيَّد معها حركة الراجلين.
مخاطر الركن غير القانوني للمركبات
في المقابل، يشكل الركن غير القانوني للمركبات، لا سيما فوق الأرصفة أو على مداخل المدارس والمرافق العامة، مصدر خطر مباشر على الراجين؛ إذ يجبرهم هذا السلوك على النزول إلى قارعة الطريق، حيث يواجهون حركة المركبات، مما يرفع بشكل خطير من احتمالية وقوع حوادث السير.
كما أن هذا النوع من التوقف يعطل أداء الطرق لوظيفتها، ويسبب اختناقات مرورية، خصوصا في الأحياء السكنية الضيقة والأسواق الشعبية.
ولا يتوقف الضرر عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل تدهور الأرصفة نفسها، والتي لا تتحمل وزن المركبات، مما يؤدي إلى تشققها وتهالكها.
وتشكل هذه الظاهرة أيضا مصدر إزعاج دائم للمواطنين، لا سيما الأشخاص المكفوفين أو مستخدمي الكراسي المتحركة، الذين يجدون أنفسهم محاصرين بعربات مركونة في غير أماكنها، دون اعتبار لحقهم في التنقل الآمن والمستقل.
بناء على ما سبق، يظهر احترام الأرصفة وتجنب الركن غير القانوني عليها التزاما حقيقيا بالقوانين المعمول بها، كما يعكس سلوكا حضاريا يساهم في تعزيز الحق في السير بكل أمان وحرية وتفادي مخاطر الحوادث.