أصبحت الدراجة الهوائية وسيلة نقل محببة لدى الكثيرين، سواء للتنقل اليومي أو للرياضة أو حتى للترفيه. لكن على الرغم من مزاياها العديدة، تبقى السلامة من الأولويات عند استخدامها، ولكي يكون التنقل بالدراجة آمنا، يجب الالتزام بعدد من القواعد والاحتياطات.
في هذا المقال، سنتحدث عن الاحتياطات اللازمة اتخاذها عند ركوب الدراجة الهوائية من أجل تجنب الحوادث.
فحوصات واحتياطات ضرورية قبل السياقة
قبل الانطلاق، من المهم جدا القيام بفحص سريع وشامل للدراجة، إذ يجب التأكد من سلامة الفرامل وذلك باعتبارها عنصرا مهما في الحماية، فهي تساعد على التوقف بسرعة في الحالات المفاجئة. كذلك، من الضروري التأكد من أن الإطارات ممتلئة بالهواء بشكل مناسب، وأنها غير متآكلة.
وفي ذات السياق، لا يجب إغفال السلسلة حيث يجب أن تكون مشدودة وفي حالة جيدة، حتى لا تنقطع أو تتوقف فجأة أثناء السير.
وكذلك من الضروري فحص الأضواء الأمامية والخلفية، خاصة إن كان التنقل سيتم في ساعات الليل فهي تساعد على جعل الدراجة مرئية من قبل بقية السائقين، وتقلل من احتمال وقوع حوادث بسبب ضعف الرؤية.
إلى جانب ذلك، يجب ارتداء خوذة واقية، أو سترة عاكسة من أجل تسهيل عملية الرؤية للسائق في الطريق من قبل بقية مستعملي الطريق.
من أهم القواعد التي يجب الالتزام بها أيضا، هو البقاء دائما في الجهة اليمنى من الطريق واستخدام المسارات الخاصة بالدراجات إن وجدت، فضلا عن تجنب السير على الرصيف المخصص للراجلين، أو بين السيارات.
علاوة على ذلك، من الواجب التركيز والانتباه؛ إذ لا يجب استعمال الهاتف المحمول أو سماعات الأذن أثناء السياقة، لأنهما يشتتان الانتباه ويمنعان الراكب من سماع الأصوات المحيطة به، كصوت منبه السيارات.
وعند الرغبة في تغيير الاتجاه، يجب على راكب الدراجة أن يقوم برفع يده في الاتجاه الذي ينوي التحرك نحوه، فهذه وسيلة فعالة للتواصل مع السائقين. وقبل القيام بأي تغيير، من الضروري إلقاء نظرة سريعة إلى الخلف للتأكد من خلو المسار، ثم الانتقال بهدوء ودون تسرع.
مخاطر محتملة عند تجاهل الاحتياطات
من بين أحد أكثر الأسباب شيوعا للحوادث هو الفرامل، خاصة إذا كانت غير مضبوطة أو تالفة، ما قد يتسبب في سقوط الراكب، فضلا على ذلك نجد مشاكل من قبيل تلف العجلة أو ارتخاء السلسلة نتيجة إهمال الصيانة.
من جهة أخرى، عدم الإشارة عند تغيير الاتجاه قد يربك السائقين، خاصة في الطرق المزدحمة فمثل هذا الموقف قد ينتهي بالتصادم، وقد يشكل خطرا على راكب الدراجة في المقام الأول.
ولا ننسى، أنه في الليل أو في الأجواء الممطرة أو الضبابية، يصبح تجاهل ارتداء ملابس عاكسة أو استعمال الأضواء كارثة محتملة. في هذه الظروف، تقل القدرة على الرؤية، وتزداد فرص وقوع حوادث بسبب عدم وضوح الدراجة على الطريق.
من هذا المنطلق، فإن التنقل بالدراجة الهوائية يشترط بالأساس احترام القواعد الأساسية للسلامة، والاهتمام بالفحص الدوري للدراجة، والالتزام بالمسارات المخصصة في حالة تواجدها، وعدم الإغفال عن الإشارة عند تغيير الاتجاه، وارتداء المعدات العاكسة.
فركوب الدراجة ليس مجرد وسيلة للتنقل، بل هو سلوك حضاري يُترجم وعي الفرد بمسؤوليته تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ويُساهم في بناء مدينة أكثر أمانًا، وأكثر احترامًا لحق الجميع في التنقل بأمان.
