Appuyez sur ESC pour fermer

أخطاء يجب تجنبها كسائق دراجة نارية

تشكل الدراجات النارية جزءا مهما من النسيج اليومي لحركية التنقل، خاصة داخل المجال الحضري وشبه الحضري، باعتبارها وسيلة نقل عملية واقتصادية، يعتمد عليها عدد كبير من المواطنين، سواء لأغراض مهنية أو شخصية. غير أن هذه الوسيلة، رغم مزاياها، تضع سائقها في مواجهة مباشرة مع المخاطر المرتبطة بعدم الحماية الكافية، الأمر الذي يجعل من السلامة الطرقية بالنسبة له أولوية قصوى.

في هذا السياق، يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة التي تعرض سائقي الدراجات النارية للخطر، إلى جانب تقديم ممارسات بسيطة لكنها فعالة لتفادي الحوادث وضمان سياقة آمنة.

أخطاء شائعة تعرض سائقي الدراجات النارية للخطر

تعد فئة مستعملي الدراجات النارية، خاصة ثنائية وثلاثية العجلات، الأكثر تضررا على مستوى الفضاء الطرقي، حيث سجلت سنة 2024 ما مجموعه 1,738 حالة وفاة، وهو ما يمثل نسبة 43.19% من مجموع القتلى، مع زيادة بلغت 63% مقارنة بسنة 2015. هذه الأرقام تؤكد حجم المخاطر التي تواجه هذه الفئة، وتبرز أهمية التوعية والالتزام بقواعد السلامة.

يندرج سائقو الدراجات النارية ضمن الفئات عديمة الحماية في الفضاء الطرقي، نتيجة غياب الحماية الخارجية التي توفرها المركبات الأخرى، وهو ما يجعل كل خطأ صغير على الطريق مضاعف التأثير، وقد ينتهي بنتائج مأساوية.

من أبرز هذه الأخطاء، عدم احترام مسافة الأمان مع المركبات الأخرى، سواء في الأمام أو على الجانبين. هذا السلوك يقلص هامش المناورة ويزيد من احتمالية الاصطدام، خصوصا في الحالات الطارئة.

تعد السرعة المفرطة من أبرز الأسباب المباشرة لحوادث السير التي يكون سائقو الدراجات النارية طرفا فيها، خصوصا أن الدراجة النارية تتطلب تحكما دقيقا ورد فعل سريعا، وهو ما يصبح صعبا عند تجاوز السرعة القانونية المحددة.

من الأخطاء المتكررة أيضا إهمال ارتداء وسائل الحماية الأساسية مثل الخوذة الواقية، التي تعتبر عنصرا أساسيا لحماية الرأس وتقليل حدة الإصابات أثناء الحوادث. فالخوذة الواقية لا تقتصر وظيفتها على الحماية من الصدمات، بل تساهم أيضا في الحفاظ على تركيز السائق من خلال حجب الرياح والضوضاء، مما يعزز التحكم أثناء السياقة. ورغم ذلك، لا يزال عدد كبير من السائقين يتهاونون في ارتدائها، أو لا يرتدونها بالشكل الصحيح، مما يفقدها فعاليتها الوقائية.

إهمال ارتداء وسائل الحماية الأخرى، كـالسترة العاكسة والقفازات الواقية، يزيد بدوره من تعرض هذه الفئة للمخاطر، خاصة في الليل أو أثناء السياقة في ظروف جوية صعبة. وعليه، فإن تعزيز ثقافة السلامة لدى مستعملي الدراجات النارية يمر أساسا عبر الوعي بأهمية هذه الوسائل الوقائية، والالتزام المستمر باستعمالها.

إضافة إلى ذلك، فإن تغيير المسارات بشكل مفاجئ أو المرور بين المركبات دون احترام قواعد السير، يعد من السلوكات المتهورة التي تربك حركة السير، ويعرض السائق وباقي مستعملي الطريق لمخاطر كبيرة.

مثل هذه التصرفات تعرض سائق الدراجة النارية لخطر الاصطدام أو السقوط، وقد تتسبب في حوادث جماعية، خصوصا في المحاور الطرقية ذات الكثافة المرتفعة أو السرعة العالية.

ممارسات أساسية لتفادي الحوادث

أمام هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى اعتماد مجموعة من التدابير البسيطة والفعالة، التي يمكنها أن تجعل من سياقة الدراجة النارية نشاطا آمنا وسلسا، سواء في المدينة أو خارجها.

أولى هذه التدابير، احترام السرعة المحددة، حيث يتيح ذلك للسائق التحكم الأفضل في الدراجة، ويقلل من احتمالات الانزلاق أو الاصطدام المفاجئ.

كما يشكل احترام مسافة الأمان عنصرا أساسيا في الوقاية، حيث تمنح هذه المسافة هامشا للتصرف في حال وقوع أي طارئ، سواء بالتوقف أو بالمناورة. ولا يمكن اعتماد مقياس ثابت لهذه المسافة، فهي تتغير بتغير السرعة، وظروف الطريق، وحالة الطقس.

ويوصى بشدة باعتماد معدات الحماية الفردية، وعلى رأسها خوذة واقية مصادق عليها، سترة عاكسة؛ وهي وسائل تكتسي أهمية بالغة خصوصا في حالة وقوع حادث، كما أنها مؤشر على وعي السائق وحرصه على سلامته.

من جهة أخرى، لا تقل أهمية التواصل مع باقي مستعملي الطريق، عن باقي عناصر السلامة، حيث أن استعمال مؤشرات تغيير الاتجاه في الوقت المناسب، المراقبة المنتظمة للمرايا، والابتعاد عن النقاط العمياء، كلها تصرفات بسيطة لكنها تمكن من تفادي المفاجآت وتحقيق انسجام أكبر داخل الفضاء الطرقي.