Appuyez sur ESC pour fermer

كيف نضمن سلامة الجميع داخل المدار؟

تعد المدارات من البنيات الطرقية التي وُضعت لتيسير حركة السير وتنظيمها، إلا أنها تحولت في بعض الأحيان إلى نقاط توتر واحتكاك بسبب غياب الوعي بقواعد استعمالها أو عدم احترامها. ولهذا، يبقى احترام الأولوية داخل المدار، سواء عند الاقتراب منه أو أثناء استعماله، مسألة أساسية لضمان سلامة الجميع وسلاسة التنقل.

قواعد أساسية قبل الاندماج في المدار

عند الاقتراب من أي مدار، تبدأ أول خطوة نحو قيادة آمنة بخفض السرعة تدريجيا؛ هذا السلوك البسيط يمنح السائق فرصة كافية لتقييم حركة السير داخل المدار، واختيار اللحظة المناسبة للاندماج دون التسبب في الارتباك ، حيث أن الإسراع أو التردد عند نقطة الدخول قد يؤدي إلى مواقف خطرة، خاصة عندما يكون هناك تداخل في حركة المركبات.

وفي الحالات العادية، تنص قواعد السير على ضرورة منح الأسبقية للمركبات الموجودة سلفا داخل المدار، ويتم تجسيد هذه القاعدة بشكل واضح عبر التشوير الطرقي، خصوصا من خلال علامة « ليس لكم حق الأسبقية »، التي تلزم السائقين القادمين إلى المدار بالتوقف أو التمهل عند الحاجة.

غير أن بعض المدارات، خاصة الواقعة داخل المجال الحضري، قد تكون مجهزة بإشارات ضوئية تنظم المرور بمرونة أكبر.

وفي هذه الحالة، يلزم على السائقين اتباع الإشارات الضوئية بدل قواعد الأسبقية الاعتيادية، إذ تهدف هذه الإشارات إلى التحكم في التدفق الكثيف وتوزيعه بشكل عادل وآمن على مختلف المسارات.

داخل المدارالالتزام بالمسار واحترام الآخرين

ما إن يندمج السائق في المدار، حتى يصبح الحفاظ على المسار دون تغييرات مفاجئة سلوكا أساسيا للوقاية من الحوادث. فمحاولة تغيير الاتجاه بشكل عشوائي قد تربك باقي مستعملي الطريق، وتؤدي إلى حوادث جانبية، خصوصا إذا لم يتم استعمال مؤشرات تغيير الاتجاه بالشكل المطلوب.

ومن الضروري أيضا الانتباه إلى النقطة التي سيغادر منها السائق المدار، حيث في هذا الباب ينصح باستخدام مؤشر تغيير الاتجاه بشكل مسبق وواضح، لإعلام الآخرين بالنية في الخروج، وهو الأمر الذي يساهم في تنظيم الحركة وتفادي التوقفات المفاجئة.

إلى جانب ذلك، تبرز أهمية احترام مسافة الأمان بين المركبات داخل المدار، فالتقارب المفرط لا يؤدي فقط إلى اصطدامات خفيفة، بل يسبب في كثير من الأحيان اختناقات مرورية تؤثر سلبا على انسيابية السير، خاصة في أوقات الذروة.

ولا تكتمل قواعد السلامة دون اليقظة تجاه الفئات عديمة الحماية من مستعملي الطريق، وعلى رأسهم سائقو الدراجات والراجلون، الذين قد يظهرون فجأة على هامش المدار أو في ممرات العبور المحاذية له، إذ أن تجاهل وجودهم أو عدم توقع حركتهم قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.

بناء على ما سبق، فإن كل سلوك إيجابي داخل المدار، مهما بدا بسيطا، مثل تشغيل مؤشر تغيير الاتجاه أو الحفاظ على المسافة، يعتبر لبنة في بناء ثقافة سير متحضرة. وعلى العكس، فإن الاستعجال، وعدم التركيز، والتصرفات العشوائية، تفتح الباب أمام حوادث يمكن تفاديها بسهولة لو تم احترام القواعد.