Appuyez sur ESC pour fermer

السلامة الطرقية خلال كأس أمم إفريقيا: تحديات استثنائية ويقظة مستمرة

مع استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا (CAN)، لا يقتصر الحدث على كونه حدثا رياضيا ضخما يجمع آلاف المشجعين واللاعبين والإعلاميين من جميع أنحاء القارة، بل يشكل اختبارا حقيقيا للسلامة الطرقية في المدن المستضيفة. مع التدفق الكبير للسيارات، والتنقلات المكثفة للمشجعين، والاحتفالات المصاحبة لكل مباراة، تصبح اليقظة على الطرق أمرا بالغ الأهمية.

هذا الضغط الاستثنائي يجعل السلامة الطرقية عنصرا محوريا في تدبير هذه المرحلة، نظرا لارتباطها المباشر بحماية الارواح وضمان تنقل آمن لمختلف مستعملي الطريق.

كثافة التنقلات وتأثيرها على السلامة الطرقية

خلال مباريات كأس أمم إفريقيا، تشهد المدن المستضيفة زيادة هائلة في عدد الزوار والمشجعين القادمين من مناطق مختلفة ومن الخارج. تتحول الطرق المؤدية إلى الملاعب والفنادق والمناطق السياحية بسرعة إلى مناطق مزدحمة. هذا الواقع يرفع من احتمالات حوادث السير، خصوصا عند عدم احترام السرعة القانونية، مسافة الأمان، ومؤشرات تغيير الاتجاه، إضافة إلى ضعف الانتباه الناتج عن الاستعجال والرغبة في الوصول في الوقت المحدد.

إلى جانب حجم الحركة، تلعب الأجواء الاحتفالية والانفعالات القوية دورا مباشرا في التأثير على السلوك الطرقي. فالحماس الجماهيري و فرحة المباريات قد تدفع بعض السائقين إلى تبني سلوكيات خطرة مثل التهور، التجاوز غير القانوني، الركن العشوائي، تجاهل إشارات المرور، أو استخدام الهاتف أثناء السياقة. كما أن الاحتفالات بعد المباريات واستهلاك الكحول قد يزيد من مخاطر الحوادث على الطرق

كما تعرف هذه الفترة ارتفاعا في حركة الراجلين، خاصة في محيط الملاعب والفضاءات العمومية، ما يجعل الفئات عديمة الحماية أكثر عرضة للحوادث.

ويستلزم هذا الوضع من السائقين التحلي بيقظة مضاعفة، واحترام ممرات الراجلين، وتخفيض السرعة داخل المجالات الحضرية.

السلوكيات الوقائية كمدخل أساسي لضمان السلامة الطرقية

أمام هذه التحديات، تبرز ضرورة الالتزام الصارم بقواعد السير باعتبارها الوسيلة الأكثر نجاعة للحد من حوادث السير خلال هذه التظاهرة الإفريقية الكبرى.

ويأتي في مقدمة هذه السلوكيات احترام السرعة القانونية وتكييفها مع كثافة السير وحالة الطريق، إذ أن السرعة المفرطة في ظروف ازدحام المرور أو الطرق الضيقة تزيد من احتمال فقدان السيطرة على المركبة، وتقلل من قدرة السائق على التوقف في الوقت المناسب لتجنب الاصطدامات. كما أن الحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبات يتيح المجال لتفادي المفاجآت مثل توقف مفاجئ لمركبة أمامك أو عبور مشاة غير متوقع، ما يقلل من حدة الحوادث وإمكانية إصابة الآخرين.

كما يشكل استعمال حزام السلامة، واحترام مؤشرات تغيير الاتجاه، والتقيد بإشارات المرور، عناصر أساسية لضمان تنقل آمن، خاصة في الفترات التي تعرف ضغطا مروريا كبيرا.

ويعد الامتناع عن القيادة تحت تأثير الكحول أو في حالة التعب أو الانفعال من أهم شروط السلامة الطرقية، نظراً لتأثير هذه العوامل على سرعة رد الفعل واتخاذ القرار الصحيح، إذ أن السائق المتعب أو المخمور يكون أقل قدرة على التعامل مع المفاجآت على الطريق، ويزيد احتمال التسبب بحوادث خطيرة.

ومن بين السلوكيات الوقائية الأساسية كذلك تفادي الحمولة الزائدة أثناء التنقلات الجماعية المرتبطة بالاحتفالات، واحترام الطاقة الاستيعابية للمركبات، حيث أن الحمل الزائد يقلل من ثبات المركبة ويزيد من خطر الانقلاب، كما يزيد من الإجهاد على فرامل المركبة ونظام التعليق.

إضافة إلى ذلك، يعد التخطيط المسبق للرحلات ضرورياً لتقليص الضغط الزمني وتفادي الاستعجال الذي يدفع السائقين إلى تجاوز السرعة القانونية أو القيام بتصرفات متهورة.

كما يجب أن يلتزم الجميع بـاستخدام وسائل النقل الرسمية مثل الحافلات، سيارات الأجرة، القطارات والترامواي لتقليل الازدحام، وتجنب وسائل النقل الممنوعة كالتريبورتور أو الشاحنات الصغيرة، لما تشكله من خطر على الركاب.

كما يُنصح سائقي الدراجات النارية بارتداء الخوذة والتجهيزات الواقية واحترام قوانين المرور، وتجنب السير بين المركبات، بينما يجب على المشاة استخدام الممرات المخصصة للعبور وتجنب الانشغال بالهاتف المحمول أو الانتباه لما يقوم به الآخرون من السائقين.

وأخيراً، يعد الالتزام بـمواقف السيارات المخصصة وتجنب الركن العشوائي أساسياً لضمان انسيابية الحركة والحد من من التعطيل والحوادث.

وتظل السلامة الطرقية خلال كأس أمم إفريقيا مسؤولية جماعية، تعكس مستوى الوعي والانضباط داخل الفضاء الطرقي، وتسهم في إنجاح هذه التظاهرة في ظروف آمنة، تحمي مستعملي الطريق وتعزز صورة البلد المضيف كفضاء يحترم قواعد السير ويضع سلامة الانسان في صلب أولوياته.