Appuyez sur ESC pour fermer

من وإلى المدرسة: سلوكيات آمنة لحماية الأطفال على الطريق

مع اقتراب كل دخول مدرسي، تتغير دينامية السير في مختلف المناطق الحضرية وشبه الحضرية والقروية، ويصبح الطريق المدرسي نقطة مهمة تجمع السائقين والراجلين وراكبي الدراجات، خصوصا الأطفال الذين يعدون من الفئات عديمة الحماية، حيث أن هذا الواقع يرفع من منسوب المخاطر ويجعل من السلامة الطرقية قضية آنية تمس المجتمع بأسره.

في هذا المقال سنسلط الضوء على السياق الخاص الذي تخلقه حركية الدخول المدرسي في محيط المؤسسات التعليمية، وسنستعرض جملة من السلوكيات الوقائية والنصائح العملية الموجهة لكل فئة من مستعملي الطريق – السائقين، راكبي الدراجات، الراجلين وأولياء الأمور – بهدف الحد من الحوادث وحماية الأطفال.

الدخول المدرسي وحركية الطرقات

بالنظر إلى ارتفاع كثافة السير بفعل تنقل آلاف التلاميذ نحو مؤسساتهم التعليمية في ساعات الصباح الأولى وعودتهم في المساء، تشهد مختلف الطرقات حركية غير معتادة.

وتشمل هذه التنقلات جميع وسائل النقل من سيارات خاصة وحافلات مدرسية ودراجات هوائية ونارية، إلى جانب الراجلين من أطفال وبالغين، وهو ما يجعل المحيط الطرقي أكثر ازدحاما ويرفع احتمالية وقوع حوادث السير في حالة عادم احترام قواعد السلامة.

وتعتبر هذه الفترة بالذات من أكثر الفترات حساسية، لكون التلاميذ يشكلون فئة عديمة الحماية، سواء كراجلين أو كسائقي الدراجات الهوائية أو كركاب في وسائل النقل المختلفة، ما يستدعي مضاعفة الحذر. لذلك يصبح الالتزام بالقواعد الوقائية واحترام محيط المؤسسات التعليمية مسؤولية جماعية يتقاسمها السائقون، وأولياء الأمور، والمؤسسات التعليمية، ومختلف المتدخلين.

ويبقى أهم عنصر لضمان سلامة التلاميذ أثناء التنقل من وإلى المدرسة هو وعي كل مستعمل طريق بمسؤوليته الفردية، سواء كان سائقا، راكب دراجة، أو راجلا، على اعتبار أن التصرف بحذر، والالتزام بالسرعة المقررة، واحترام حق الأسبقية للأطفال عند الممرات المخصصة، واليقظة المستمرة أثناء الاقتراب من المؤسسات التعليمية، يساهم بما لا يدع مجالا للشك في الحد من الحوادث.

سلوكيات وقائية

لضمان دخول مدرسي آمن، ينبغي على كل فئة من مستعملي الطريق التحلي بسلوكيات محددة تقي من الأخطار وتساهم في انسيابية حركة السير.

بناء على ذلك، فإن السائقين مطالبين بتخفيض السرعة بشكل ملحوظ عند الاقتراب من المؤسسات التعليمية، والالتزام بالسرعة المحددة قانونا في المناطق السكنية، والتحقق المستمر من الزوايا الميتة عند الانعطاف أو تغيير الاتجاه.

كما يتعين التوقف التام عند ممرات الراجلين ومنح حق الأسبقية للراجلين، وتجنب الوقوف العشوائي أمام المدارس أو فوق الأرصفة والممرات المخصصة للراجلين لما يسببه من عرقلة للرؤية وزيادة للمخاطر.

أما سائقو الدراجات الهوائية والنارية، فعليهم الالتزام بإجراءات وقائية إضافية، أبرزها ارتداء الخوذة الواقية والسترة العاكسة لزيادة الحماية واحترام المسارات المخصصة إن وجدت وإشارات المرور وعلامات الوقوف، وتفادي المناورات أو تجاوز السيارات بشكل مفاجئ خاصة قرب المؤسسات التعليمية وفي أوقات الذروة.

وبالنسبة للراجلين وأولياء الأمور، فينبغي الحرص على استعمال الممرات المخصصة للراجلين وتعليم الأطفال ذلك بشكل عملي ومستمر، والانتظار حتى تتوقف المركبات تماما قبل العبور وعدم الاندفاع إلى الطريق، واختيار ملابس فاتحة اللون أو عاكسة للضوء خصوصا في فترات الصباح الباكر أو في المساء لتسهيل الرؤية، فضلا عن مرافقة الأطفال الصغار في الطريق إلى المدرسة إلى حين اكتسابهم المهارات الكافية للعبور الآمن.

وبالتالي، فإن الالتزام بهذه السلوكيات يساهم بشكل مباشر في الحد من حوادث السير التي تستهدف الأطفال في فترة الدخول المدرسي.