يشكل الطريق السيار وسيلة سريعة وعملية للتنقل بين المدن، لكنه في الوقت نفسه فضاء يتطلب من السائقين يقظة خاصة وسلوكا مسؤولا. فبقدر ما يمنح هذا النوع من الطرق راحة في السياقة ويختصر المسافات، بقدر ما قد يتحول إلى مصدر خطر إذا لم تُحترم قواعد السير الأساسية.
استعدادات قبلية قبل الانطلاق
تبدأ الرحلة الآمنة على الطريق السيار من لحظة اتخاذ القرار، حيث وقبل تشغيل السيارة والانطلاق في الطريق، من الضروري أن يقوم السائق بفحص المركبة، لأن الفحص التقني للسيارة أمر لا يجب التهاون فيه.
من هذا المنطلق، ينبغي التأكد من ضغط العجلات، صلاحية الإطارات، حالة الفرامل، مستوى الزيت والسوائل (زيت المحرك، سائل الفرامل، سائل التبريد…)، اشتغال الأضواء، ومساحات الزجاج، وغيرها من الأمور التي تكتسي أهمية بالغة.
كما لا يجب أن ننسى أيضا أهمية تجهيز السيارة بمعدات السلامة الضرورية، مثل الإطار الاحتياطي، مثلث التحذير، السترة العاكسة، ومطفأة الحريق.
هذه الأمور التي غالبا ما يتم إهمالها من قبل بعض السائقين، قد تكون سببا في تفادي مواقف خطيرة أثناء التوقف الاضطراري.
أما على المستوى الذهني، فالسائق مطالب بالتحلي بالهدوء واليقظة، والابتعاد عن التشتت، سواء الناتج عن الإرهاق أو استعمال الهاتف؛ لأن الطريق السيار لا يرحم الأخطاء، وغالبا ما يكون الخطأ الواحد كافيا لوقوع كارثة.
بناء على ذلك، ينبغي أن يكون السائق في حالة ذهنية ونفسية تسمح له بالسياقة لمسافات طويلة، حيث ينصح في هذ الباب، أخذ استراحة قصيرة قبل الانطلاق.
الطريق السيار : قواعد يجب احترامها
من المعلوم أن الطريق السيار تكون فيه السرعة محددة في 120 كيلومتر في الساعة، لكن هذا لا يعني أن القواعد تتغير. على العكس، فإن السرعة العالية تستدعي تركيزا مضاعفا وسلوكا دقيقا.
أول قاعدة يجب احترامها هي السرعة القصوى القانونية التي وضعت مراعاة لطبيعة الطريق والمخاطر المحتملة، حيث أنه وحتى في حالة الطقس الجيد والطريق الفارغ، لا يجب تجاوز السرعة المحددة، لأن خطر الحوادث يزداد بشكل كبير كلما زادت السرعة.
النقطة الثانية تتعلق بـ »مسافة الأمان »، إذ أن كثيرا من السائقين ينسون أن السياقة بسرعة 120 كم/س تتطلب وقتا أكبر للتوقف عند الطوارئ، لذا ينبغي ترك مسافة كافية بين مركبته والمركبة التي في الأمام.
أما التجاوز، فيجب أن يتم فقط من اليسار، وبعد التأكد من أن الطريق يسمح بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مؤشرات تغيير الاتجاه التي تعد ضرورية، حيث يمكن اعتبارها بمثابة لغة تواصل بين السائقين، وغيابها قد يؤدي إلى ارتباك أو حتى اصطدام.
وأثناء الطريق خصوصا لمسافات طويلة، ينصح بأخذ فترات راحة قصيرة، حيث أن ذلك يجنب الوقوع في حالة نعاس أو نوم.
ولا ننسى أن التوقف على قارعة الطريق السيار ممنوع إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل عطب مفاجئ.
في هذه الحالة، من الضروري تشغيل أضواء الخطر، ارتداء السترة العاكسة، ووضع مثلث التحذير على بعد آمن خلف المركبة، مع محاولة الابتعاد عن الطريق إلى حين وصول المساعدة.
الطريق السيار فضاء خاص، له قواعده وضوابطه التي لا تحتمل التهاون، السرعة والراحة التي يوفرها قد تتحول في لحظة إلى خطر، إذا غابت الجاهزية وغابت اليقظة.
