
مع حلول فصل الصيف، وما يرافقه من حركية موسمية مكثفة على الطرق الوطنية والجهوية، تتجدد الحاجة إلى التوعية بأهمية السلامة الطرقية كأولوية في سلوك المواطنين خلال تنقلاتهم لقضاء العطلة.
وتشهد هذه الفترة ارتفاعا ملحوظا في عدد المسافرين عبر مختلف وسائل النقل، مما يستدعي قدرا أكبر من الحيطة والتنظيم، سواء قبل الانطلاق أو أثناء السفر.
وفي ظل هذا السياق، يصبح من الضروري اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، والالتزام بالسلوكيات السليمة التي تضمن للجميع رحلة آمنة ومطمئنة.
وتكمن أهمية هذا التذكير في التأكيد على مرحلتين أساسيتين في كل تنقل: ما قبل السفر، وأثناء الرحلة.
الاستعداد الآمن قبل الانطلاق في العطلة
إن نجاح أي تنقل، مهما كانت مدته أو وجهته، يبدأ بخطوة بسيطة ولكنها بالغة الأهمية: الاستعداد الجيد. ولهذا، من الضروري إخضاع المركبة لفحص تقني شامل قبل السفر، يشمل مراقبة حالة الفرامل، الإطارات، الإضاءة، ومستوى الزيت، بما يضمن الأداء السليم للمركبة في مختلف الظروف.
وإذا كانت الجوانب التقنية ضرورية، فإن التخطيط الزمني والجغرافي للرحلة لا يقل أهمية عنها. فاختيار توقيت مناسب للسفر، وتحديد المسار الأمثل، وأخذ فترات الاستراحة بعين الاعتبار، كلها عناصر تسهم في تقليل الضغط والتوتر أثناء السياقة.
كما يستحسن تفادي السياقة في أوقات الإرهاق أو درجات الحرارة المرتفعة، خصوصا في الرحلات الطويلة.
إضافة إلى ذلك، من الضروري التأكد من صلاحية وثائق السيارة، سواء تعلق الأمر برخصة السياقة، البطاقة الرمادية، التأمين، الضريبة على السيارة، شهادة المراقبة التقنية، لما لذلك من دور في تفادي أي عراقيل قانونية خلال الطريق.
كما ينصح بالانطلاق في ظروف جسدية ونفسية ملائمة، بعيدا عن التعب أو التشتت الذهني، حرصا على السلامة الشخصية وسلامة مرافقي الرحلة.
السلوك السليم أثناء السياقة نحو وجهة العطلة
بمجرد الانطلاق في الرحلة، تنتقل المسؤولية إلى مستوى تطبيقي يعكس مدى احترام السائق لقواعد السير، ومدى التزامه بثقافة المواطنة، اعتبارا لكون السياقة ليست مجرد تحكم في المركبة، وإنما فعلا تواصليا مع باقي مستعملي الطريق.
من هذا المنطلق، يوصى باحترام السرعة القانونية، تفادي التجاوزات الخطيرة، عدم استعمال الهاتف المحمول أثناء السياقة، والالتزام بربط حزام السلامة من طرف جميع الركاب.
وبما أن الطريق فضاء مشترك، فإن اليقظة والانتباه لمستعملي الطريق الآخرين، مثل سائقي الدراجات والراجلين وسائقي المركبات الثقيلة، تظل من الأولويات، حيث يكتسي هذا الجانب أهمية خاصة عند المرور عبر المناطق التي هي خارج المجال الحضري أو النقط التي تعرف كثافة سكانية مؤقتة أو موسمية.
كما يستحسن اعتماد نمط سياقة اقتصادي وبيئي، عبر تجنب التسارع المفاجئ، والحفاظ على سرعة ثابتة، وإطفاء المحرك عند التوقف لفترات طويلة، إذ أن هذه الممارسات تسهم في خفض استهلاك الوقود، التقليل من الأعطاب، والحد من الانبعاثات، مما يعزز من جودة الهواء ويحمي البيئة.