Press ESC to close

لماذا يعد مستعملو الدراجات ثنائية العجلات فئة عديمة الحماية؟

تعتبر الدراجات النارية من وسائل التنقل التي تحظى بشعبية كبيرة في المغرب بفضل مرونتها وكلفتها المنخفضة مقارنة بالسيارات، لكنها تصنف ضمن « الفئات عديمة الحماية » لغياب وسائل الحماية الميكانيكية التي توفرها المركبات الأخرى، ما يجعل مستعمليها أكثر عرضة للإصابات أو الوفاة في حوادث السير.

وتعد فئة مستعملي الدراجات النارية، خاصة ثنائية وثلاثية العجلات، الأكثر تضررا، حيث سجلت سنة 2024 ما مجموعه 1.738 وفاة، حسب إحصائيات الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية.

الدراجات ثنائية العجلات: مخاطر وتحديات

يعود تصنيف هذه الفئة بـ »عديمة الحماية » إلى عدة عوامل مترابطة، تبدأ بغياب أي هيكل واق يحيط بالسائق أو الراكب، وهو ما يجعل أجسادهم عرضة مباشرة لقوة الصدمة عند وقوع اصطدام أو انقلاب.

في السيارات، يمكن للهيكل المعدني وأحزمة السلامة والوسائد الهوائية أن تمتص جزءا كبيرا من قوة الحادث، بينما في حالة الدراجة، فإن جسد السائق نفسه هو الذي يتلقى الصدمة بالكامل.

كما أن طبيعة سياقة الدراجات تجعلها أكثر حساسية لفقدان التوازن؛ فأي انحراف بسيط أو فقدان للسيطرة، سواء بسبب حفر في الطريق أو انزلاق الإطارات على سطح مبتل، يمكن أن يؤدي إلى سقوط فوري، حتى عند السرعات المنخفضة.

إضافة إلى ذلك، فإن الحجم الصغير للدراجات يجعل من الصعب على باقي السائقين رؤيتها في الوقت المناسب، خاصة في التقاطعات أو عند تغيير المسار، ما يرفع من احتمال تعرضها للاصطدام، وهو خطر يتضاعف في ظروف الإضاءة الضعيفة أو أثناء الليل، إذا لم يلتزم السائق بتشغيل الأضواء الأمامية والخلفية أو ارتداء ملابس عاكسة للضوء.

ومن بين النقاط الجوهرية كذلك، أن هذه المركبات تفتقر لأنظمة السلامة المدمجة. فباستثناء الخوذة الواقية وبعض التجهيزات البسيطة، فإن الحماية تعتمد بالأساس على وعي السائق وانتباهه، مما يجعل أي خطأ في التقدير أو رد الفعل محفوفا بالمخاطر.

إجراءات وقائية لتعزيز سلامة مستعملي الدراجات

تؤكد الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن حماية مستعملي الدراجات النارية تبدأ من الالتزام التام بقواعد مدونة السير، وعلى رأسها ارتداء الخوذة الواقية المطابقة للمعايير، إذ تساهم بشكل كبير في تقليل حدة إصابات الرأس، والتي تعتبر السبب الرئيسي للوفيات في هذه الفئة.

كما ينصح بشدة بارتداء ملابس عاكسة أو فاتحة اللون، خاصة في الليل أو أثناء الأحوال الجوية التي تقل فيها الرؤية، وهي خطوة بسيطة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في تمكين السائقين الآخرين من رؤية الدراجة في وقت مبكر وتفادي الاصطدام.

ولا تقل أهمية الصيانة الدورية للمركبة عن باقي إجراءات السلامة، إذ يساهم التأكد من فعالية الفرامل، سلامة الإطارات، وحسن عمل الأضواء في تقليل احتمالات وقوع الحوادث. وهنا تبرز أهمية إجراء فحص شامل للدراجة قبل كل رحلة، خصوصا عند التنقل لمسافات طويلة.

بناء على ما سبق، فإن الالتزام بهذه الإجراءات يشكل أساس الوقاية ويعزز فرص الوصول الآمن، ويحد بشكل ملموس من الخسائر البشرية التي تخلفها حوادث السير في صفوف هذه الفئة عديمة الحماية.