بينما يسير الراجلون في الطرقات ليلا، قد لا يدرك الكثير منهم أن الخطوة التالية قد تكون محفوفة بالمخاطر. فمع كل حركة على جانب طريق مظلم، تتزايد احتمالية وقوع حادث مفاجئ، لا لسبب سوى أن الشخص لم يكن مرئيا بما فيه الكفاية.
في زمن تحسم فيه الثواني بين النجاة والمأساة، تظهر المعدات العاكسة كوسيلة بسيطة ولكنها فعالة للغاية لحماية الأرواح. فهل يمكن لشريط مضيء أن ينقذ حياة؟
الرؤية في الليل: خطر لا يرى بسهولة
في المدن والقرى على حد سواء، لا تزال الطرقات تسجل يوميا حوادث مروعة يكون ضحاياها من الراجلين، خصوصا خلال فترات الليل.
وبينما ينشغل الجميع بالحديث عن أخطاء السائقين وسرعة المركبات، يتناسى كثيرون أن للرؤية الليلية دورا جوهريا في حماية الأرواح. فبمجرد أن تغيب الشمس، تصبح الرؤية مشوشة، ويجد السائقون صعوبة متزايدة في التمييز بين الطريق والراجلين، خصوصا في المناطق غير المزودة بإضاءة كافية.
تشير العديد من التقارير المتعلقة بالسلامة الطرقية إلى أن نسبة كبيرة من حوادث السير تقع ليلا، وغالبا ما يكون الضحايا من الراجلين الذين لم يكونوا ظاهرين بما يكفي للسائقين، من قبيل الأطفال المتجهين إلى منازلهم بعد حصص الدعم، أو الموظفين العائدين من عملهم، أو حتى كبار السن في جولة مسائية، كلهم يصبحون أهدافًا محتملة عندما يغيب الضوء… وتغيب معه الرؤية.
من هذا المنطلق، ما الذي يمكن أن يجعل الراجل مرئيا في الظلام؟
المعدات العاكسة: تفاصيل صغيرة تنقذ أرواحا كبيرة
في الليل، تقل قدرة السائق على رؤية من يسير بجانب الطريق، خصوصا إذا لم يكن ذلك الشخص يرتدي ما يلفت الانتباه. وهنا تبرز أهمية المعدات العاكسة، التي تلعب دورا بسيطا لكنه بالغ الأثر في الوقاية من حوادث السير.
هذه المعدات تعكس أضواء المركبات وتجعل الراجل مرئيا من مسافة بعيدة، مما يمنح السائق الوقت الكافي لتفادي الاصطدام.
وتعد المعدات العاكسة أدوات مصنوعة من مواد خاصة تعيد الضوء إلى مصدره، كضوء مصابيح السيارات. وتوجد بأشكال متعددة، أشهرها السترات العاكسة التي تلبس فوق الملابس، والأشرطة التي يمكن تثبيتها على الذراعين أو الساقين، والملصقات التي توضع على الحقائب أو الدراجات أو حتى الأحذية. هذه المعدات لا تحتاج إلى كهرباء ولا بطاريات، لكنها تضيء بمجرد أن تسلط عليها الأضواء.
ولكي تؤدي هذه المعدات دورها بشكل فعال، يجب ارتداؤها في أماكن مكشوفة من الجسم، بحيث تكون مرئية من جميع الجهات، سواء كنت تمشي في اتجاه السيارات أو في الاتجاه المعاكس؛ ومن الأفضل ارتداؤها في الليل، أو عند الفجر، أو أثناء الضباب، أي في الأوقات التي تكون فيها الرؤية ضعيفة.
في ظل انخفاض الرؤية ليلاً، تصبح المعدات العاكسة ضرورة لا خياراً. وتكمن أهمية هذه المعدات في أنها توفر حماية كبيرة دون تكلفة مرتفعة، ويمكن لأي شخص استخدامها بسهولة. ومع أن كثيرا من الناس لا يعيرونها اهتماما، إلا أنها قد تحدث فرقا كبيرا في لحظة غير متوقعة.
