Press ESC to close

التحلي بالهدوء قرب المؤسسات التعليمية: رسالة إلى السائقين

مع كل دخول مدرسي، تتميز حركة السير بمحيط المؤسسات التعليمية بكثافة استثنائية مقارنة بباقي فترات السنة، إذ أن التواجد المتزامن لسيارات الآباء والأمهات الذين يقلون أبناءهم، والحافلات المدرسية، ووسائل النقل العمومي يؤدي إلى ازدحام كبير، ويخلق وضعيات سير معقدة تتطلب قدرا عاليا من اليقظة والانتباه.

في هذا السياق، يصبح التحلي بالصبر واعتماد سلوك مسؤول في السياقة أمرا أساسيا، ليس فقط لحماية الأطفال باعتبارهم من الفئات عديمة الحماية، بل أيضا لضمان انسيابية حركة السير وتفادي الفوضى.

السياقة بحذر قرب المدارس: واجب قانوني وأخلاقي

من الثابت أن السرعة المفرطة أو غير الملائمة لظروف السير تزيد بشكل كبير من احتمالية وقوع حوادث خطيرة، خصوصا بجوار المؤسسات التعليمية حيث يتواجد الأطفال بكثرة ويتحركون بشكل غير متوقع؛ فقد يندفع طفل لعبور الطريق أو يتراجع دون انتباه، مما يجعل أي تفاعل مفاجئ صعبا بالنسبة لسائق يسير بسرعة مفرطة. لذلك، يبقى احترام السرعة المحددة قرب المدارس قاعدة أساسية وملزمة وغير قابلة للتهاون.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يشمل أيضا التوقف الإجباري أمام ممرات الراجلين، احترام التشوير الطرقي الأفقي والعمودي، والانتباه الخاص لحافلات النقل المدرسي عند توقفها أو انطلاقها.

كما يستحسن أن يخطط السائقون لرحلاتهم مسبقا وينطلقوا في وقت كاف لتفادي ضغط الوقت الذي يمثل سببا رئيسيا للتوتر والتسرع. هذه الاستعدادات البسيطة تتيح سياقة أكثر هدوءا وتقلل من هامش الأخطاء بشكل كبير.

رفض السلوكيات العدوانية وترسيخ ثقافة السلامة الطرقية

رغم وجود قواعد واضحة، ما تزال بعض السلوكيات الخطرة شائعة قرب المؤسسات التعليمية، مثل التوقف العشوائي أمام المدارس دون مراعاة انسيابية السير، محاولات التجاوز غير الملائمة للحافلات أو المركبات، وكذا الاستعمال المفرط للمنبه الصوتي الذي يربك الأطفال ويخيفهم، وهي ممارسات تشكل خطرا على محيط السير وتشوش على سلامة الجميع.

كما تمثل مناسبة الدخول المدرسي فرصة مهمة لتعزيز الوعي بالسلامة الطرقية وسط الناشئة، إلى جانب ذلك يضطلع الآباء بدور محوري في ترسيخ القدوة عبر الالتزام بممرات الراجلين، احترام مسافة الأمان بين المركبات، وعدم التوقف إلا في الأماكن المخصصة، وهي كلها سلوكات إيجابية تزرع قيما واضحة وراسخة لدى الأطفال من خلال الممارسة اليومية.

من هنا، فإن اعتماد سلوك حضاري ومسؤول قرب المؤسسات التعليمية لا يقتصر على كونه التزاما قانونيا، وإنما يمثل أيضا واجبا أخلاقيا ومجتمعيا يجسد قيم المواطنة الحقة، حيث أن بضع لحظات من الصبر واحترام قواعد السير كفيلة بحماية الأطفال، وترسيخ ثقافة السلامة الطرقية، وخلق بيئة مدرسية يسودها النظام والطمأنينة.