Press ESC to close

المواهب المفقودة: اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث السير 2025

الأحد الثالث لشهر نونبر من كل سنة اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث السير، وهي مناسبة دولية تدعو إلى التأمل والتفكير الجماعي في حجم المأساة الإنسانية الناتجة عن حوادث السير.

وتشكل هذه الذكرى فرصة لتكريم أرواح الضحايا، والتعبير عن التضامن مع أسرهم، وتثمين جهود مختلف المتدخلين في إنقاذ الأرواح ومساعدة المصابين، إلى جانب الدعوة إلى مزيد من الالتزام بالوقاية والسلامة الطرقية.

وتأتي دورة سنة 2025 تحت شعار « المواهب المفقودة – Lost Talents »، لتسلط الضوء على البعد الإنساني والاجتماعي العميق للحوادث الطرقية، من خلال التذكير بأن كل وفاة أو إصابة خطيرة لا تمثل مجرد رقم في الإحصاءات، بل فقداناً لموهبة وإسهامٍ كان من الممكن أن يثري المجتمع.

البعد الإنساني والاجتماعي لشعار الحملة – « المواهب المفقودة »

يرتكز شعار حملة سنة 2025 على رؤية إنسانية عميقة تُبرز أن ضحايا حوادث السير ليسوا مجرد أرقام في الإحصاءات السنوية، وإنما أشخاص كانت لهم طموحات، وآمال، ومشاريع في الحياة. وعندما تزهق أرواحهم فجأة على الطريق، فإن العالم يفقد طاقاتهم الإبداعية ومساهماتهم المحتملة في تطوير المجتمع.

ومن هذا المنطلق، اختارت الحملة العالمية أن تعبر عن هذا الغياب من خلال صور ومشاهد رمزية مؤثرة: منصات خالية، ملاعب فارغة، صفوف دراسية صامتة، أو ورشات عمل متوقفة… كلها فضاءات تجسد فراغا عميقا خلفه غياب أولئك الذين رحلوا قبل أوانهم.

هذه الرموز البصرية تهدف إلى إثارة الوجدان وتحفيز التفكير الجماعي حول مسؤوليتنا المشتركة في الحفاظ على الحياة.

دعوة إلى العمل الجماعي وتعزيز ثقافة السلامة الطرقية

يشكل اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث السير فرصة لتجديد الالتزام الدولي بتحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة الطرقية 2021-2030، الذي يرمي إلى خفض عدد الوفيات والإصابات الخطيرة بنسبة 50% في أفق سنة 2030.

ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تدعو حملة سنة 2025 إلى مضاعفة الجهود على عدة مستويات:

  • تحسين البنية التحتية الطرقية لتكون أكثر أمانا وشمولا، مع إيلاء اهتمام خاص بالممرات المخصصة للراجلين ومستعملي الدراجات.
  • تقوية التكوين والتربية على السلامة الطرقية، لاسيما في المدارس ومؤسسات التكوين المهني، بهدف غرس السلوك المدني المسؤول منذ الصغر.
  • دعم الضحايا وأسرهم، سواء من خلال المواكبة النفسية أو الاجتماعية أو القانونية، مع العمل على ضمان حقهم في العدالة والإنصاف.
  • تشديد المراقبة القانونية وتطبيق العقوبات بصرامة في حق السائقين المتهورين، خاصة في حالات السرعة المفرطة، والسياقة تحت تأثير الكحول أو المخدرات، واستعمال الهاتف أثناء السياقة.

وفي السياق المغربي، تشكل الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) ركيزة أساسية في تنزيل هذه الأهداف، من خلال برامج تحسيسية وتواصلية موجهة لمختلف فئات مستعملي الطريق، فضلا عن تطوير منظومات التكوين والفحص التقني والتشوير الطرقي، وتعزيز الرقابة والتنسيق بين الشركاء المؤسساتيين.

كما يعتبر الإعلام شريكا محوريا في نقل الرسالة التحسيسية، عبر توعية الرأي العام بمخاطر السلوك الطرقي غير السليم، وتشجيع الممارسات الإيجابية مثل احترام مسافة الأمان، ارتداء الخوذة الواقية، والحرص على استعمال السترة العاكسة للضوء في الليل.

من هذا المنطلق، يتعين أن تكون هذه المناسبة دافعا لتعزيز الالتزام الفردي والجماعي باحترام قوانين السير، ونقطة انطلاق نحو ترسيخ ثقافة وقائية مستدامة تجعل من السلامة الطرقية قيمة مجتمعية راسخة.